الدليل الشامل لعملية القلب المفتوح

2022/12/13
مشاركة عبر
انسداد شريان القلب

ما هي عملية القلب المفتوح؟

هي عملية يتم فيها فتح جدار الصدر لتنفيذ جراحة على عضلة القلب أو صماماته أو شرايينه، حيث يقوم الجراح بشق عظم القص بشكل كامل و طولي أو الجزء العلوي منه فقط وذلك للوصول إلى القلب، يتم بعدها وصل قلب المريض إلى جهاز قلب رئة اصطناعي ليحل محل القلب ويقوم بوظيفته التي تتمثل في ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم،

ويسمح هذا الجهاز للجراح بإجراء العملية في القلب المتوَقف عن العمل والذي لا يتدفق الدم من خلاله، وأصبح من الممكن إجراء هذه العملية من خلال شقوق صغيرة بين أضلاع القفص الصدريّ عوضاً عن الشق الكبير المعتاد في عظم القص، وتسمى بالجراحة طفيفة التوغل، من الممكن استخدام جهاز قلب رئة اصطناعي في هذا النوع من الجراحة أو الاستغناء عنه، ولذلك تعد التسمية بعملية القلب المفتوح غير دقيقة في بعض الأحيان.

قلب في يد طبيب

عملية القلب المفتوح للاطفال

تجرى عملية القلب المفتوح للأطفال والرضع لإصلاح عيوب القلب الخلقية التي يولد بها الطفل الرضيع، وكذلك أمراض القلب التي تصيب الطفل بعد الولادة والتي تحتاج إلى جراحة لعلاجها، لذا فهي عملية مهمّة لصحة وحياة الطفل.

وبما أن القلب ينمو كلما تقدم الطفل في العمر، فقد يحتاج بعض الأطفال إلى المزيد من العمليات الجراحية أو الإجراءات الأخرى بعد سنوات. 

في بعض الأحيان تكون العيوب الخلقية في القلب خطيرة لذا يجب علاجها بعد الولادة بفترة مباشرة، وفي حالات أخرى يمكن الانتظار شهور أو سنوات قبل علاجها.

وتشمل العيوب التي يمكن علاجها بعملية القلب المفتوح ما يأتي:

  • وجود ثقوب في القلب.
  • خلل في صمامات القلب.
  • تضيّق في الشرايين.

بشكل عام هناك أعراض تشير إلى أن العيب الخلقي في القلب خطير ويحتاج إلى عملية لإصلاحه ومنها:

  • ازرقاق الجلد والشفتين والأظافر أو تحولهم للون الرمادي، وهذا يشير إلى عدم وجود كمية كافية من الأكسجين في الدم.
  • صعوبة في التنفس لأن الرئتين ممتلئتان بالسوائل مما يشير إلى قصور القلب.
  • اضطراب في نبضات القلب.
  • تأخر الطفل في النمو والتطور.
  • سوء في التغذية ومشكلات في النوم.

عملية القلب المفتوح لكبار السن

بالرغم من خطورة عملية القلب المفتوح لكبار السن، إلا أن نسبة الوفيات فيها قليلة. يتم إجراء عملية القلب المفتوح لكبار السن لإصلاح عطل أو ضرر ما في القلب، مثل:

  • إزالة انسداد في الشريان الأورطي وهو الشريان المسؤول عن تغذية القلب، ويتم ذلك من خلال أخذ قسم من أوردة من مكان آخر في الجسم واستخدامه لإزالة تلك الانسدادات وذلك بعد شق الصدر وهو الهدف الأكثر شيوعاً.
  • تغيير صمام الشريان الأورطي وهو صمام يساعد في منع رجوع الدم إلى القلب.
  • إزالة الانسدادات من الشرايين الخارجة من القلب.
  • إصلاح أي تلف أو خلل في القلب.
  • استبدال القلب بقلب آخر لأحد المتبرعين.
رجل كبير في السن يعاني من الم في القلب

الحالات التي تعالج من خلال عمليات القلب المفتوح

غالباً ما يقوم الجراح بعمليات القلب المفتوح لعمل وصلة شريانية للشرايين التاجية (CABG)، ويحتاج الجراح في هذا النوع من العمليات لأخذ وصلة شريانية من مكان آخر في الجسم مثل الساق أو الصدر، ويتمّ عملها لمرضى الشرايين التاجية الذين يعانون من انسداد كلي أو جزئي في شرايينهم بدرجة لا يمكن علاجها بالقسطرة الاعتيادية.

وتشمل العمليات بالإضافة إلى ذلك:

  • استبدال وإصلاح صمامات القلب.
  • تركيب بعض الأجهزة لتنظيم عمل القلب.
  • زراعة القلب.
  • إصلاح بعض عيوب القلب الأخرى.

مدة عملية القلب المفتوح

تستغرق عملية القلب المفتوح غالباً 4-6 ساعات، وتختلف المدة حسب طبيعة العمل الجراحي، فقد تقل المدة إذا كان العيب القلبي بسيط ويمكن إصلاحه بسرعة.

نسبة نجاح عملية القلب المفتوح

تعتبر نسبة نجاح عمليات القلب المفتوح عالية فقد تصل إلى 90-95%.

انسداد شريان القلب

مخاطر عملية القلب المفتوح

يرافق عملية القلب المفتوح عدد من المخاطر العامة والآثار الجانبية الشائعة التي قد تحدث مع أي عملية جراحية، وغالباً ما تختفي هذه الآثار خلال 4-6 أسابيع بعد الجراحة، كما يتم في العادة إعطاء تعليمات للمريض حول كيفية التعامل مع هذه المخاطر والآثار الجانبية، وتشمل المخاطر العامة لعملية القلب المفتوح ما يأتي:

  • الشعور بالألم في موضع الجرح وعظم القص. 
  • حدوث انتفاخ وتورم في المنطقة التي تم فيها إزالة الشريان أو الوريد المستخدم للتطعيم من الساق. 
  • تقلّب المزاج أو الاكتئاب. 
  • اضطرابات النوم. 
  • فقدان الشهية. 
  • الإمساك. 
  • الشعور بألم عضلي أو شدّ في الكتفين وأعلى الظهر. 
  • الإعياء والتعب العام.

مضاعفات عملية القلب المفتوح

  • عدم انتظام ضربات القلب: يعد عدم انتظام ضربات القلب من أبرز المضاعفات اللاحقة لعملية القلب المفتوح، تحدث بعدة أنماط أشيعها الرجفان الأذيني، وهو أحد المشاكل الصحية التي تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، يتمثل بضربات غير منتظمة وسريعة للقلب. عادة يكون السبب في حدوثها هو نقص في شوارد الجسم وخصوصاً شاردة البوتاسيوم و المغنزيوم. لا تعد هذه المشكلة الصحية أمراً خطيراً إذا يتم اكتشافها مبكراً و علاجها بسهولة باستخدام الأدوية و تعويض الشوارد المنخفضة.

  • العدوى: من المحتمل أن تُصاب الجروح الموجودة في منطقة الصدر بالعدوى بالإضافة للجروح الموجودة في المنطقة التي تم فيها إزالة الأوعية الدموية المستخدمة للتطعيم؛ كالذراع أو الساق.

  • القصور الكلوي: بعد إجراء عملية القلب المفتوح قد يعاني بعض الأشخاص من انخفاض وظائف الكلى، والذي يكون مؤقتاً في معظم الحالات؛ إذ تستعيد الكليتين القدرة على أداء وظائفها بشكل طبيعي بعد بضعة أيام أو أسابيع من العملية، ولكن في بعض الحالات النادرة قد يحتاج المصاب إلى حين تعافى الكليتين واستعادة وظائفهما إلى الخضوع لإجراء غسيل الكلى وذلك بشكلٍ مؤقت أيضاً.

  • المضاعفات العصبية: مشاكل في التذكر وصعوبة التركيز في بعض الأمور؛ كالقراءة مثلاً، وغالباً ما يشعر المصاب بتحسّن خلال أشهر من الخضوع للعملية. قد يكون بعضها خطير أمثلة ذلك السكتة الدماغية التي تحدث نتيجة توقف إمدادات الأكسجين إلى الدماغ وذلك بسبب تكون جلطة دموية وانتقالها إلى الدماغ، وعادةً ما يكون خطر حدوث السكتة الدماغية أكبر لدى المرضى الذين أصيبوا سابقاً بسكتة دماغية.

رجل يعاني من الم في القلب

ما بعد عملية القلب المفتوح

تبدأ عملية التأهيل للعودة إلى نمط الحياة الطبيعي في المستشفى حيث يقوم الطبيب المعالج بشرح التعليمات الواجب اتباعها والأعراض التي من الممكن أن تصيب المريض. ومنها:

  • حيث يعتبر الألم في الصدر عند التنفس أو النوم هو طبيعي بشكل ما، و أن على المريض أن يلتزم بالمسكنات التي يصفها له الطبيب.
  • من الشائع حدوث تورم في القدم مكان عزل الطعم الوريدي المستخدم في الجراحة.
  • الالتزام بنمط غذائي صحي بناء على تعليمات الطبيب.
  • من الشائع نصح المريض التزام الراحة التامة، و هو من الأمور ” الخاطئة “، حيث أن مريض بعد جراحة القلب في تلك المرحلة بحاجة لحركة يومياً و تزيد تلك الفترة مع تحسن الحالة. مع الأخذ في الإعتبار أن المجهود الشاق كالسفر أو الجلوس لفترات طويلة.
  •  تنظيف الجسم في الفترة بعد العملية الجراحية يتم باستخدام اسفنجة مبللة بالماء للتنظيف، يجب الحذر من ملامسة الماء للجرح.

الكحة بعد عملية القلب المفتوح

  • في معظم الأحيان، لا يشير السعال إلى مشكلة جدية ويمكن أن يكون مرتبطاً ببعض الالتهابات المتبقية في القصبة الهوائية الناتجة عن توصيلها بجهاز التنفس الصناعي. عادة ما يتم حل هذا النوع من السعال المرتبط بالتهيج بشكل تلقائي بعد بضعة أسابيع ولا يتطلب علاجاً محدداً.

  • يمكن أن يتضرر عصب الحجاب الحاجز، أو يتهيج أثناء الجراحة، ما يتسبب في سعال قد يستمر لأشهر.

  • يمكن أن يرتبط السعال المستمر أيضاً ببعض السوائل المتبقية وهو أمر شائع، خاصة عند المرضى الأكبر سناً، بعد المجازة القلبية الرئوية. يمكن معالجته من خلال استخدام مدرات البول.

  • يمكن أن يشير السعال الذي لا يختفي بسرعة إلى حدوث مضاعفات خطيرة في الرئة مثل التهاب الشعب الهوائية أو تجمع السوائل في تجويف الصدر المحيط بالرئة.

  • كما توجد صلة محتملة بين السعال بعد الجراحة وبعض الأدوية، يمكن أن يرتبط السعال المزعج بالأدوية. فئة واحدة من الأدوية المعروفة باسم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مفيدة جداً في معالجة ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشريان التاجي ومن المعروف أنها تسبب الكحة المستمرة لدى بعض المرضى. في أي حالة من حالات السعال المستمر بعد الجراحة، يجب على المريض إبلاغ الطبيب.
رجل يسعل

مدة لبس الحزام بعد القلب المفتوح

يوجد العديد من الإجراءات التي يحتاجها مريض القلب ويقوم بها بعد العمل الجراحي ومنها لباس سترة أو حزام واقي للحفاظ على ثبات عظمة القص وتمنع الجانبين من الاحتكاك معاً أثناء شفاء العظام وتساعد في تقليل مقدار الألم الذي سيشعر به المريض أثناء شفاء عظم القص، وينصح بارتدائه لمدة 4 – 6 أسابيع بعد إجراء العمل الجراحي.

غيبوبة بعد عملية القلب المفتوح

القلب المفتوح من العمليات الدقيقة التي تحتاج وقت كبير أثناء إجراؤها إذ تستمر تلك العملية من ثلاثة ساعات تقريباً وحتى ستة ساعات أو أكثر وذلك يتوقف على حسب حالة المريض والإجراءات التي تتم داخل غرفة العمليات، ويحرص الطبيب الماهر على إجراء العملية بشكل ناجح وتجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة،

تحدث الغيبوبة غالباً بسبب ضعف الدم الواصل إلى منطقة المخ بسبب طول فترة العملية فيحدث تموت بجزء من الدماغ، ويعد الفيصل في إنقاذ المريض هو سرعة الاستعانة بالجهات الطبية من أجل تلقي المريض ما يلزمه من علاج أو تدخل طبي.

فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح

تختلف فترة التئام العظام من شخص لآخر حسب طبيعة التئام العظام ولكن تتراوح الفترة بين 3-6 أشهر عند أغلب المرضى. وكلما التزم المريض بتعليمات الطبيب، كانت عملية التئام العظام أسرع خاصة خلال أول شهرين بعد عملية القلب المفتوح.

طريقة النوم بعد عملية القلب المفتوح 

طريقة النوم بعد عملية القلب المفتوح من النصائح المهمة لسير عملية الشفاء بسلاسة وعلى المريض تجنب النوم على البطن أو الجنب.

الوضع الأمثل للنوم هو الاستلقاء على الظهر مع وضع بعض الوسائد خلف الظهر ويعتبر وضع أكثر راحة للمريض وأكثر أماناً.

تكلفة عملية القلب المفتوح

تختلف تكاليف العملية ويعود ذلك لعدة أسباب، منها: 

  • الأدوات المستخدمة في العملية.
  • طريقة إجراء العمل الجراحي.
  • الهدف من إجراء العملية.
  • مهارة وخبرة الطبيب.
  • مكان إجراء العملية.

الاسئلة الشائعة

كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح؟

نسبة البقاء بعد عملية قلب مفتوح تقدر بحوالي 90% بعد 5 سنوات و 74% بعد 10 سنين.

هل عملية القلب المفتوح تسبب الوفاة؟

نسبة الوفيات خلال 30 يوم بعد إجراء عملية القلب المفتوح لا تتجاوز 5%.

متى يفيق المريض بعد عملية القلب المفتوح؟

يحتاج المريض إلى 6-12 ساعة حتى يفيق من العملية، ويكون حينئذ بغرفة العناية المركزة ليقيم فيها ما بين 24-48 ساعة بعد الجراحة، إذ أن عملية القلب المفتوح هي جراحة كبرى تصيب البدن بكثير من التعب والإجهاد مما يستلزم بعض العناية الجسدية في وحدة العناية المركزة.

هل عملية القلب المفتوح خطيرة؟

عملية القلب المفتوح من الجراحات الكبرى التي تحفها العديد من المخاطر والمُضاعفات المحتمل حدوثها أثناء إجرائها أو خلال فترة التعافي منها، وقد تزداد حدة تلك المُضاعفات لدى مرضى القلب من كبار السن دوناً عن غيرهم.

كم تستغرق عملية القلب المفتوح؟

تستغرق عملية القلب المفتوح غالباً 4-6 ساعات، وتختلف المدة حسب طبيعة العمل الجراحي، فقد تقل المدة إذا كان العيب القلبي بسيط ويمكن إصلاحه بسرعة.

احصل على
استشارة طبية مجانية
لا تتردد بالتواصل... نساعدك لتتعافى...