تعد الأمراض التي تصيب القلب من المشكلات المؤرقة للكثيرين، ويعتبر ثقب القلب عند الكبار من هذه الحالات المرضية الشائعة التي تحدث بسبب خلقي، لكن بالرغم مِمَّا شاع عن مدى صعوبة إجراء العمليات الجراحية لإصلاح ثقب القلب وخطورتها، فإن الكثير من الأطباء المختصين في جراحة القلب يؤكدون أن نتائجها أصبحت – بفضل التقنيات الحديثة – أكثر سهولة وفعالية في العلاج، ومعدلات الشفاء بعد إجرائها في اِزدياد مستمر.
سنتعرف من خلال هذا المقال على أهم أسباب ثقب القلب وطرق العلاج.
ما هو ثقب القلب؟
ثقب القلب هو نوع من عيوب القلب الخلقية “يحدث عند الولادة”، فهو حالة مرضية تشير إلى وجود ثقب غير طبيعي داخل القلب، ويشار إليها في المصطلحات الطبية باسم عيب الحاجز البطيني (Ventricular septal defect) أو عيب الحاجز الأذيني (Atrial septal defect).
في عيب الحاجز البطيني (VSD) ، يكون هناك ثقباً في الجدار بين حجرات الضخ الرئيسية للقلب (البطينين) بشكل غير طبيعي. وفي مصطلحات عيب الحاجز الأذيني (ASD) ، يوجد ثقب في الجدار بين الحجرتين العلويتين للقلب (الأذينين)، وهو من أكثر عيوب القلب الخلقية شيوعاً لدى الكبار.
ويزيد هذا الثقب من مقدار الدم الذي يتدفق خلال الرئتين بشكل كبير واِختلاط الدم الغني بالأكسجين بالدم الفقير بالأكسجين، مما يتسبب في تلف القلب والرئتين، لذلك، لمنع حدوث المزيد من المضاعفات، يُنصح في بعض الحالات بضرورة إغلاق الثقوب من خلال إجراء جراحة لسد الثقب.
أعراض ثقب القلب
تختلف أعراض ثقب القلب باِختلاف الحجم والمكان الذي يوجد به الثقب، ويؤدي ذلك إلى اِختلاف طبيعة الأعراض ودرجة شدتها بين المرضى، وفي بعض الأحيان، لا تكون العلامات أو الأعراض واضحة في المرحلة المبكرة من المرض.
وتكون هذه الأعراض عادًة مصاحبة بـ:
- صعوبة وضيق في التنفس عند ممارسة الرياضة أو أي نشاط بسيط.
- الشعور بالإرهاق والتعب عند بذل الجهد البدني.
- تورم الساقين أو القدمين أو البطن.
- في المراحل المتأخرة من المرض، قد تظهر شحوب في لون الجلد، واِزرقاق في الشفتين.
- سرعة وعدم اِنتظام ضربات القلب.
- فقدان الوعي والإغماء.
أسباب ثقب القلب
لا يوجد سبب واضح لحالات ثقب القلب، لكن عيوب القلب الخلقية تنشأ نتيجة لأخطاء مبكرة في نمو القلب منذ الولادة، وقد تلعب عوامل الوراثة والبيئة دوراً في ذلك.
العوامل الوراثية
تكون هناك فرصة أكبر للإصابة بثقب القلب إذا كان أحد الوالدين يعاني من عيب خلقي في القلب، وقد ترتبط حالات ثقب القلب بتغيرات في الجينات أو الكروموسومات لدى المريض.
العوامل البيئية
قد تتسبب الأشياء التي تتعرض لها الأمهات أثناء الحمل في البيئة المحيطة، أو الأدوية التي تتناولها، في وجود ثقب في القلب لدى الأطفال عند الولادة، بالإضافة إلى التدخين، فمن المرجح أن يتسبب تدخين الأمهات أثناء الحمل في إصابة أطفالهن بثقوب وعيوب في القلب، مثل: عيب الحاجز البطيني (VSD)، و عيب الحاجز الأذيني (ASD).
علاج ثقب القلب لدى الكبار
يتساءل الكثيرون عما إذا كان ثقب القلب خطيراً أو هل يتسبب في الوفاة؟
قد لا يكون ثقب القلب في كثير من الأحيان خطيراً، فلا يحتاج المريض إلى علاج إذا كانت الأعراض قليلة أو إذا كان الثقب صغيراً.
ومع التطور المستمر في العلم وبفضل التقنيات الحديثة، أصبح هناك تزايداً في فرص نجاح علاجات ثقب القلب، واِنخفاض معدلات الوفيات بشكل ملحوظ، ويعتمد فعالية العلاج على التشخيص والعلاج المبكر، فكلما كان اِكتشاف الأعراض مبكراً، يُسهّل ذلك من فرص نجاح العلاج.
الأدوية
قد تساعد الأدوية في تخفيف شدة الأعراض الناتجة عن ثقب القلب، لكنها لن تعالجه، وتعمل تلك الأدوية على التحكم في ضربات القلب، أو التقليل من اِحتمال تكون جلطات الدم.
تتطلب كل حالة علاجاً خاصاً، وذلك بحسب اِختلاف الحجم والمكان الذي يوجد به الثقب، يتضمن العلاج بعض الإجراءات لسد الثقب الموجود في القلب.
عملية ثقب القلب
يوصي العديد من أطباء القلب بالتدخل الجراحي لإصلاح ثقب القلب إذا كان من المستوى المتوسط أو الكبير.
وتعمل العمليات الجراحية على إصلاح ثقب القلب من خلال سده، ويمكن إجراء ذلك من خلال طريقتين:
إجراء القسطرة
في هذا الإجراء يتم إدخال أنبوب القسطرة – الذي يكون رفيعاً ومرناً – في أحد الأوعية الدموية باِستخدام بعض الأساليب التصويرية، ثم يتم توجيهه نحو القلب، وتُمرر عبر ذلك الأنبوب رقعة شبكية أو سدادة لسد الثقب الموجود في القلب.
وبعد ذلك ينمو نسيج القلب حول السدادة، فيسد الثقب بشكل دائم، وتستغرق عملية نمو الأنسجة الطبيعية حول الجهاز ستة أشهر تقريباً.
لا يناسب الترميم بالقسطرة حالات ثقب القلب الكبير، فهي تستخدم مع النوع الثانوي من عيوب الحاجز الأذيني (ASD) فقط، لأن بعض عيوب الحاجز الأذيني كبيرة الحجم تتطلب إجراء جراحة قلب مفتوح.
جراحة القلب المفتوح
تعد جراحة القلب المفتوح هي الطريقة الشائعة والمناسبة لترميم أغلب أنواع ثقوب القلب، ويتضمن هذا النوع من جراحات إصلاح ثقب القلب إجراء شق في جدار الصدر للوصول إلى القلب بشكلٍ مباشر، ويمكن أن تكون هذه الشقوق الجراحية صغيرة وطفيفة التوغل، ويتم خياطة الفتحة الموجودة في الحاجز أو يمكن استخدام رقعة في هذه الجراحة لسد الثقب في القلب.
ويجدر الإشارة إلى أنه في حالة عدم الخضوع لجراحة سد الثقب، فقد يتم التعرض لمضاعفات أشد على المدى البعيد ومواجهة مشقة أكبر في القدرة على أداء المهام اليومية الوظيفية، ويكون هناك عرضة لاِرتفاع ضغط الدم الرئوي واِضطراب في ضربات القلب.
ومن الضروري بعد الخضوع للعمليات الجراحية لإصلاح ثقب القلب، اِتباع الإرشادات التي وصفها الطبيب قبل العودة إلى الأنشطة اليومية العادية، وعمل الفحوصات الطبية الدورية، وإجراء مخطط لصدى القلب للكشف عن أي مضاعفات محتملة، مثل: عدم اِنتظام ضربات القلب، واِرتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية، والفشل القلبي.
الأسئلة الشائعة
هل ثقب القلب خطير؟
لا يعتبر ثقب القلب خطيراً، إذا تم تشخيصه ومعالجته بشكل مبكر، فمع تطور التقنيات الحديثة، أصبحت طرق العلاج المتاحة أكثر أماناً، ويمكن أن يمارس المريض حياته بشكل طبيعي مع الاِلتزام بتعليمات الطبيب.
هل ثقب القلب يؤدي للوفاة؟
لا تؤدي معظم أنواع ثقوب القلب إلى الوفاة، فعيب الحاجز الأذيني (Atrial septal defect) الصغير نسبياً وأيضاً عيب الحاجز البطيني (Ventricular septal defect)، عادةً ما ينغلق تلقائياً، إلا أنه قد يتسبب في بعض الأحيان بظهور أعراض عدم اِنتظام ضربات القلب، والتي يلزم معالجتها جراحياً في الوقت المناسب لإنقاذ حياة المريض.
هل يتسع ثقب القلب؟
يوجد حالات نادرة يتسع فيها ثقب القلب مع مرور الوقت، لكن المعروف أن عيوب الحاجز البطيني في معظم الحالات قد تصغر وتنغلق تماماً، وكلما قل حجم الثقب، زادت فرص اِنغلاقه، لذا يجب أن يكون هناك متابعة دورية مع الطبيب لتشخيص تطور الحالة.
ماذا يعني وجود ثقب في القلب؟
وجود ثقب في القلب يعني أن هناك فتحة أو شق في جدار القلب، والتي تسمح للدم بالتدفق من مكان إلى آخر داخل القلب. هذا يمكن أن يؤدي إلى اختلال في دورة الدم وتأثيرات سلبية على وظيفة القلب.
هل يمكن التعايش مع ثقب في القلب؟
يعتمد التعامل مع ثقب في القلب على حجمه وموقعه وتأثيره على صحة الشخص. في بعض الحالات، يمكن للأشخاص التعايش مع الثقب دون الحاجة إلى علاج، بينما يمكن أن يكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة لإصلاح الثقب في حالته كانت خطيرة.
ما هي نسبة نجاح عملية ثقب القلب؟
نسبة نجاح عملية إصلاح ثقب القلب تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حجم الثقب وموقعه وحالة الشخص. في الغالب، يكون لدى جراحي القلب خبرة وتقنيات متقدمة لإجراء هذا النوع من الجراحات بنجاح.
كم تستغرق عملية ثقب القلب للكبار؟
مدى مدة الجراحة تعتمد على حجم الثقب ونوع الإجراء الجراحي المستخدم. عادةً ما تستغرق عمليات إصلاح الثقب في القلب للكبار عدة ساعات. تحتاج الجراحة إلى وقت إضافي لإعداد المريض والانتهاء من عمليات ما بعد الجراحة والمراقبة.
المصادر
احصل على
استشارة طبية مجانية لا تتردد بالتواصل... نساعدك لتتعافى...
استشارة طبية مجانية لا تتردد بالتواصل... نساعدك لتتعافى...