ثقب القلب عند الأطفال: الأسباب، الأنواع، وخيارات العلاج
الرئيسية - أمراض القلب - ثقب القلب عند الأطفال: الأسباب، الأنواع، وخيارات العلاج
الرئيسية - أمراض القلب - ثقب القلب عند الأطفال: الأسباب، الأنواع، وخيارات العلاج
تعتبر ثقوب القلب عند الأطفال من العيوب الخلقيّة الشائعة، فهي تصيب عضلة القلب عند حديثي الولادة، فهل تُشكّل هذه الثقوب خطراً على حياة الطفل في المستقبل؟ وما هي الأعراض التي تظهر على الأطفال المولودين مع ثقب في القلب وكيف يتم علاجها من قبل الأطباء؟
إذا كنت تبحث عن إجاباتٍ معيّنة تتعلق بصحة طفلك الصغير أو صحة شخص عزيز على قلبك، فنحن هنا لنقدم لك أفضل المعلومات الصادرة عن أشهر المؤسسات الطبيّة في العالم.
إن معرفة التفاصيل حول هذه الحالة يمكن أن تساعدك في مراعاة الوضع الصحيّ لطفلك والتعرّف على ما يمكن وقوعه خلال الأشهر والسنوات المقبلة وكيفيّة التعامل معها بالشكل الصحيح.
يبدأ تشكّل القلب خلال الأسابيع الستّة الأولى من تكوين الجنين في رحم الأم، كما يبدأ أيضاً تكوّن الأوعية الدمويّة الرئيسيّة التي تخرج من القلب وتلك التي تدخل إليه، وخلال هذه المرحلة من نمو الطفل يمكن أن تنشأ ثقوب القلب.
قد يساعدنا شرح مكوّنات القلب على توضيح شكل ثقوب القلب عند الأطفال، إذ أن للقلب جانبان يفصل بينهما جدار داخلي يسمّى “الجدار الحاجز”، ويتكوّن القلب من أربعة حجرات رئيسيّة (كما في الصورة المرفقة)، حجرتين جهة اليمين وحجرتين جهة اليسار وهما:
ومن هنا يمكننا أن نعرّف ثقوب القلب عند الأطفال على أنها عيبٌ خلقي، ينشأ نتيجة عدم اِكتمال نمو الجدران الفاصلة بين حجرات القلب، وقد يكون ثقب القلب في الجدار الفاصل بين حجرتي القلب العلويتان (الأذينان)، أو في الجدار الفاصل بين حجرتي القلب السفليتان (البُطينان).
حسب وزارة الصحة الأمريكية، تصنّف أنواع الثقوب علميّاً إلى نوعين رئيسين، تبعاً لمكان وجود الثقب في الجدران الفاصلة بين حجرات القلب.
هما: ثقب الحاجز الأذيني (ASD)، وهو النوع المطمئن إلى حدٍّ كبير، وثقب الحاجز البطيني (VSD)، وقد يسبب هذا النوع مشاكل خطيرة في حال كان قطر الثقب كبيراً نسبياً، كما تظهر أعراضه على الطفل بشكلٍ مبكّر.
يكون هذا الثقب في جدار القلب الفاصل بين الأُذين الأيمن والأُذين الأيسر، وهما الحجرتان العلويتان للقلب.
إذ يتسبب هذا الثقب في تدفق الدم من الأذين الأيسر والاِختلاط بالدم في الأذين الأيمن، بدلاً من الذهاب إلى باقي أجزاء الجسم.
ولحسن الحظ، لا يشكّل ثقب القلب بين الأذينين عادةً أيّة مخاطر على صحة الطفل، وقد لا تظهر أعراضه على المصاب حتى، بل إن بعض الأشخاص لا يكتشفون وجود ثقب في القلب لعشرات السنوات من العمر.
يوضح الشكل الآتي مقطع عرضي لقلب سليم وآخر يعاني من ثقب الحاجز الأذيني:
يوضّح الشكل (A) تركيب القلب السليم وكيفيّة تدفق الدم عبره، حيث يُظهر السهم الأزرق تدفق الدم المفتقر إلى الأكسجين، إذ يتم ضخّه من الجسم إلى الأذين الأيمن ثم إلى البطين الأيمن.
من هناك يتم ضخّه عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين، ليلتقط الأكسجين، ويُظهر السهم الأحمر الدم المحمّل بالأكسجين، الذي يعود من الرئتين عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر.
يوضّح الشكل (B) قلباً يعاني من ثقب الحاجز الأذيني، حيث يسمح الثقب للدم المحمّل بالأكسجين من الأذين الأيسر بالاِختلاط بالدم الفقير بالأكسجين من الأذين الأيمن.
نلاحظ أن الدم المختلط يظهر بسهم أرجواني.
يكون هذا الثقب في جدار القلب الفاصل بين البطين الأيمن والبطين الأيسر، وهما الحجرتان السفليتان للقلب.
يمكن أن يتدفق الدم من البطين الأيسر ويختلط بالدم في البطين الأيمن، بدلاً من الذهاب إلى باقي أجزاء الجسم.
غالباً لن يعاني الطفل من أيّة مشاكل إذا كان الثقب صغيراً، ويمكن عدم اِكتشافه إلّا عند الفحص الطبيّ، لكن في حال كان الثقب كبيراً، فسيؤدي هذا إلى عمل القلب والرئتين بجهد كبير، وبالتالي ضخ الدم إلى الرئتين بشكلٍ مبالغ به، كما يؤدي إلى هبوط عضلة القلب عند الطفل وعدم القدرة على الرضاعة، وتأخر النّمو.
يوضح الشكل الآتي مقطع عرضي لقلب سليم وآخر يعاني من ثقب الحاجز البطيني:
عادةً ما يُكتشف وجود ثقوب خطيرة في القلب عقب الولادة بفترة وجيزة، أو خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل.
يجب على الوالدين وعلى الأُمّهات خصوصاً، الانتباه جيّداً في حال ظهرت أيّة أعراض مُريبة على الطفل الرضيع، لأن الاِكتشاف المبكّر لوجود ثقب في القلب، يساعد بشكل كبير على تدارك الحالة ومنع تطوّر المرض وتفاقم أعراضه على الطفل فيما بعد.
وتختلف هذه الأعراض من حالة إلى أُخرى، إذ أنها تتبع لعدّة عوامل مختلفة، فعلى سبيل المثال تختلف هذه الأعراض بين الأطفال حديثي الولادة وبين البالغين، وتم توضيح هذه الأعراض في دراسة أجرتها مؤسسة “Mayo Clinic” الأمريكية للتعليم والأبحاث الطبيّة، كالآتي:
وجدنا أن هذا النوع من الثقوب لا تظهر أعراضه حتّى وقت متأخر من مراحل الطفولة، وقد لا تظهر مشاكله إلى ما بعد سن الثلاثين حتى، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تظهر بعض المؤشرات التي تدل على اِحتمالية وجود ثقب في القلب كالأعراض التالية:
عادةً ما تظهر أعراض ثقب الحاجز البطيني بصورة مبكّرة، لا سيما في الحالات الأكثر خطورة، إذ يمكن اِكتشافها عقب الولادة بفترة وجيزة، أو خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل، ويمكن أن تشمل المؤشرات والأعراض ما يلي:
ولهذا يجب على الأهل عدم إهمال مثل هذه الحالات قطعيّاً، والاِتجاه نحو الطبيب المختص فور ملاحظة مثل هذه الأعراض على المولود الجديد، فمن الوارد أن يحتاج الطفل لإجراء عمليّة ثقب القلب.
تحدث العيوب الخلقية للقلب بشكل عام، نتيجة عدم اِكتمال وتطوّر عضلة القلب بشكل طبيعي خلال فترة نمو الطفل في رحم أمه، ولكن ما زال السبب الفعليّ لأغلب عيوب القلب الخلقية غير معروف ولا سيما ثقوب جدار القلب.
في ذات الحين يعتقد الأطباء أن العوامل الوراثيّة والجينات قد تلعب دوراً في وجود بعض هذه العيوب، فعلى سبيل المثال؛ يكون الوالد الذي يعاني من عيب خلقي في عضلة القلب، أكثر عرضةً من غيره من الأشخاص لإنجاب طفل يعاني من هذا العيب الخلقي، نتيجة التغيّرات والطفرات في الحمض النووي للطفل.
إذ أنه غالباً ما يعاني الأطفال المصابون باِضطرابات وراثية، فمثلاً أغلب الأطفال الذين لديهم نسخة زائدة من” كروموسوم 21/ متلازمة داون”، مصابون بعيوب خلقية في القلب، كما يتسبب فقدان (حذف) جزء من المادة الوراثية “للكروموسوم “22 في حدوث عيوب القلب الخلقية.
ومع ذلك يوجد العديد من العوامل الأُخرى، تؤدي بشكل من الأشكال إلى هذه العيوب، ومن بين هذه العوامل ما يلي:
لحسن حظّنا فإن في معظم حالات ثقوب القلب عند الطفل قد تنغلق من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، دون الحاجة إلى أيّ علاج أو تدخلٍ طبيّ، بينما يوجد بعض الحالات الحرجة التي من الواجب المباشرة بعملية علاجها فور تشخيصها.
إن العلاج الذي يتلقاه الطفل حديث الولادة، أو البالغ الذي ظهرت عليه الأعراض لاحقاً يعتمد على عدّة عوامل، مثل نوع الثقب وموقعه وحجمه، وتختلف خطة العلاج من حالة إلى أُخرى حسب مدى خطورتها وتفاقم الأعراض فيها.
يخبرنا الدكتور “Jonathan N. Johnson” الباحث والحائز على دكتوراه في طب القلب عند الأطفال، بالأساليب المتّبعة لعلاج ثقوب القلب عند الأطفال كالآتي:
غالباً ما يستخدم الدواء إذا كان طفلك يعاني من نوع معين من عيوب القلب الخلقية تسمى القناة الشريانية السالكة، حيث من المفترض أن تختفي القناة الشريانية السالكة من تلقاء نفسها، ولكن في بعض الأحيان قد يكون هناك حاجة إلى دواء لإغلاق القناة الشريانية السالكة عند المواليد الجدد، مثل:
القسطرة القلبية هي عبارة عن أنابيب رفيعة مرنة، تستخدم لعلاج عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال والبالغين، وخصوصاً لإصلاح ثقوب القلب أو المناطق الضيّقة دون الحاجة لإجراء جراحة على القلب، ويمكن اِستخدامه أيضاً لفتح صمامات القلب أو الأوعية الدمويّة الضيقة جدّاً.
أثناء عمليّة القسطرة القلبية، يُدخِل الطبيب أنبوب القسطرة في أحد الأوعية الدموية، من خلال الفخذ أو الرقبة، ثم يتم تمرير الأنبوب إلى القلب، وتُمرَّر أدوات دقيقة عبر القسطرة إلى القلب لمعالجة العيب.
وقد يلجأ الأطباء إلى بعض الإجراءات باِستخدام القسطرة على عدة خطوات وعلى مدار سنوات.
في الحالات الخطرة، وهي نادرة نوعاً ما، فقد يوصي الطبيب بإجراء عمليّة جراحيّة في القلب، وهناك العديد من الإجراءات المتّبعة لجراحة القلب وأشكال مختلفة مثل:
بفضل التطوّر الطبي والتكنولوجي فإن اِحتمالية نجاح عمليات ثقب القلب مرتفعة جدّاً، إذ تشير الإحصائيات العالميّة أن نسب نجاح هذه العمليات تتجاوز الـ (95%) وبنتائج مُبهجة أيضاً، فهي تساعد على تحسين صحة الطفل وتحميه من المضاعفات والأخطار على المدى البعيد.
وفي الختام يجب أن نذكّر الأمهات والآباء بضرورة الاِهتمام بحالة الطفل وعدم التهاون مع أيّة أعراض تظهر عليه في الأيام والشهور الأولى. نتمنى الشفاء العاجل لكم ولأطفالكم وجميع من تحبون.
تحدث العيوب الخلقية للقلب بشكل عام، نتيجة عدم اِكتمال وتطوّر عضلة القلب بشكل طبيعي خلال فترة نمو الطفل في رحم أمه، ولكن ما زال السبب الفعليّ لأغلب عيوب القلب الخلقية غير معروف ولا سيما ثقوب جدار القلب.
تصنّف ثقوب القلب عند الأطفال إلى نوعين رئيسين، هما: ثقب الحاجز الأذيني (ASD)، وهذا النوع لا يشكّل خطورة، وثقب الحاجز البطيني (VSD)، وقد يسبب هذا النوع مشاكل خطيرة في حال كان قطر الثقب كبيراً نسبياً، كما تظهر أعراضه على الطفل بشكلٍ مبكّر.
لا يؤثر البكاء على ثقب القلب بطريقة مباشرة، إنما المجهود المبذول من الطفل أثناء البكاء قد يُزيد من الزُّرقة، وذلك بسبب عدم وصول الدم المؤكسد بكمية كافية إلى أعضاء الجسم أثناء بذل المجهود الناتج عن البكاء.
يمكن أن تظهر علامات ثقب القلب عند الأطفال كالضيق في التنفس، الكحة المستمرة، أو البشرة الزرقاء. الفحوصات الطبية والاستشارة مع الطبيب يمكن أن تؤكد التشخيص.
الفحوصات الروتينية مثل التخطيط الكهربائي للقلب والفحص السريري يمكن أن تساعد في تحديد صحة القلب لدى الأطفال. الاستمرار في المراجعات الطبية الدورية أمر ضروري لمتابعة الوضع الصحي للطفل.
يُعتبر أي تغيير ملحوظ في نمط دقات القلب أمرًا يتطلب التقييم الطبي. إذا كانت الدقات القلبية تصبح غير منتظمة، سريعة جدًا، أو بطيئة جدًا، يجب الاتصال بالطبيب للفحص والتقييم.
غالبًا ما لا يؤثر ثقب القلب بشكل مباشر على وزن الطفل. ومع ذلك، في حالات الثقوب الكبيرة التي تؤثر على تدفق الدم والأكسجين في الجسم، قد يؤدي ذلك إلى ضعف النمو وفقدان الوزن. يجب أن يتم متابعة نمو وزن الطفل بانتظام بواسطة الأطباء للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية ترتبط بثقب القلب.
المصادر