عملية الجنف: نظرة عميقة إلى التشوهات الظهرية وخيارات العلاج الجراحي
الرئيسية - جراحة الجنف - عملية الجنف: نظرة عميقة إلى التشوهات الظهرية وخيارات العلاج الجراحي
الرئيسية - جراحة الجنف - عملية الجنف: نظرة عميقة إلى التشوهات الظهرية وخيارات العلاج الجراحي
عملية الجنف، أو جنف الظهر، هي إجراء جراحي يهدف إلى تصحيح منحنى الظهر وتحسين وضعية الجسم.
تعتبر هذه العملية مهمة للأشخاص الذين يعانون من تشوهات في هيكل الظهر، وتقدم هذه المقالة نظرة عامة وشاملة على هذا الإجراء والأساليب المتبعة لعلاجه بما في ذلك التدعيم والجراحة.
الجنف هو إنحناء بالعمود الفقري غالباً ما يشخص خلال فترة المراهقة. والذي يجعل العمود الفقري على شكل حرف “S” أو “C”، وفعلياً هو إنحناء ثلاثي الأبعاد، مما يؤدي إلى ميلان الكتف والورك بسبب ميلان الحوض بحيث تبدو جهة أعلى من الأخرى ورغم أن الجنف قد يحدث للمصابين بحالات مثل الشلل الدماغي والحثل العضلي، فإن السبب وراء غالبية حالات الجنف التي تصيب الأطفال غير معروف.
وأغلب حالات الجنف تكون بسيطة، ولكن في بعض الحالات قد تزداد الانحناءات سوءاً مع نمو الطفل، وربما تتسبب هذه الانحناءات الشديدة في الإصابة بإعاقات.
يمكن أن يقلل انحناء العمود الفقري الشديد من مقدار المساحة الموجودة داخل الصدر؛ مما يجعل من الصعب على الرئتين العمل بطريقة صحيحة.
هناك عدة أسباب محتملة وراء الإصابة بالجنف، والتي تشمل الآتي:
أعراض الجنف تختلف اعتمادًا على شدة التشوه الظهري. الأعراض قد تشمل:
مهم جداً أن يتم التشخيص والعلاج بواسطة أخصائي طبيب جراح لتحديد العلاج المناسب بناءً على شدة الحالة.
هناك عدة أنواع من الجنف تشمل:
يرجى مراجعة طبيب العظام أو جراح العمود الفقري للحصول على تقييم دقيق إذا كانت لديك أو لديك شكوك حول الجنف. يمكن أن يوفر العلاج المبكر الراحة ويمنع تفاقم المشكلة في المستقبل.
ناقش جراحو العمود الفقري كافة الطرق لعلاج الجنف لسنواتٍ عديدة، وقد أثبتوا أن عملية الجنف الجراحية ساعدت العديد من المرضى على تقويم اعوجاج عمودهم الفقري، ويعتبر العامل الأكثر أهمية في اتخاذ قرار إجراء عملية الجنف هو درجة انحناء العمود الفقري، ومدى تأثير هذا الاعوجاج على حياة المريض اليومية.
وفيما يلي نذكر خطوات العملية:
تدوم معظم عمليات الجنف من 4 إلى 10 ساعات، وهذا يعتمد على درجة الانحناء ومرونة العمود الفقري.
بفضل التكنولوجيا الحديثة وخبرة الجراحين أصبح تصحيح انحناء العمود الفقري أمراً في غاية السهولة.
حيث تعتبر نسبة نجاح عملية الجنف وتصحيح الانحناءات في العمود الفقري لمريض دون 16 عام مرتفعة جداً وإن نسبة التعرض لمضاعفات العملية الجراحية تكون بين %2-%3 و تعتبر نسبة منخفضة جداً مقارنةً بنسبة النجاح.
كما هو الحال مع أي عملية جراحية، فهناك عديد من المخاطر المحتملة المرتبطة بـ عملية الجنف ومضاعفاتها المترتبة عليها. تتراوح نسبة حصول هذه المضاعفات بين مرضى الجنف الذين خضعوا للتدخل الجراحي ما بين 13- 26 %.
تتراوح تلك المضاعفات ما بين خفيفة إلى شديدة الخطورة. وتشمل المضاعفات الأكثر شيوعاً ما يلي:
من أكثر الأسباب شيوعاً، والتي قد تضطر المريض للعودة إلى المشفى، هي الالتهابات الناجمة عن العملية.
تكون هذه الالتهابات عادةً سطحية حول الشق الجراحي، أو عميقة في مكان جراحة الجنف. وتظهر في الغالب في وقت مبكر خلال الأسابيع الأولى بعد الجراحة، لكن يمكن أن تظهر أيضاً هذه المضاعفات بعد أشهر أو سنوات من العملية.
عادةً يعطى المريض بعض المضادات الحيوية بانتظام قبل الجراحة وأثناءها وبعدها، بهدف تقليل خطر الإصابة بالعدوى. وتصل نسبة خطورة الإصابة بالالتهابات إلى حوالي 2٪.
تصنف المضاعفات المتعلقة بالجهاز العصبي بالنادرة، إذ تقل نسبة حصولها عن 1٪. وتتراوح تلك المضاعفات بين فقدان الإحساس بالجلد، إلى الشعور بالضعف والوهن، أو فقدان القوة في القدمين أو الساقين، أو الشلل. وقد تصل تلك المضاعفات أيضاً لدرجة عدم التحكم في الأمعاء والمثانة. يمكن أن تتحسن هذه المضاعفات بمرور الوقت، لكن بعضها قد يكون دائماً.
تحدث مضاعفات الرئة في حوالي 10٪ من المرضى الذين يخضعون لجراحة في الجزء الأمامي من العمود الفقري. وتنخفض هذه المضاعفات إلى قرابة 1٪ في حال إجراء الجراحة في الجزء الخلفي من العمود الفقري.
وأما المضاعفات التي تصيب الرئتين خاصةً فتشمل:
الذي يجري علاجه بالمضادات الحيوية إذا لزم الأمر.
الانهيار الجزئي أو الكامل للرئة، والذي يتم علاجه بواسطة أنبوب صدري.
وهو أكثر شيوعاً عند المراهقين الذين يخضعون لعملية جراحية في الجزء الأمامي من العمود الفقري. حيث قد يحتاج المريض إلى أنبوب صدري لتصريف هذا السائل.
هو تجلط دموي يحصل في أوردة الفخذ أو الساق. حيث يمكن أن تحدث هذه الجلطات بعد الجراحة عندما يكون المريض طريح الفراش ولا يتحرك كالمعتاد. وتصل نسبة الإصابة بجلطات الأوردة العميقة إلى أقل من 1٪.
يأخذ الجراحون أحياناً كميات صغيرة من العظام، والتي تعرف بالرقعة العظمية، من الورك، ويضعونها على العمود الفقري أثناء الجراحة. يسهّل هذا الأمر عملية اندماج الفقرات في العمود الفقري. ويكون هذا الأسلوب من العمليات مصحوباً بآلام في الورك، في الموضع الذي أُخذت هذه الرقعة العظمية منه.
وتبيَّن أنه بعد عام واحد من الجراحة، أن أقل من 12 ٪ من المرضى لا يزالون يعانون من آلام خفيفة في موضع العملية.
تتلازم المخاوف بشأن التهاب المفاصل التنكسي طويل الأمد الذي قد يظهر بعد 30 إلى 50 عاماً. وتظهر تلك المشكلة عادة في الحالات التي لا يكون فيها تكوين العظام كافياً.
وفي حال ظهور التهاب مفاصل تنكسي، قد يُضطر المريض لإجراء عملية جراحية ثانية من أجل الحصول على اندماج قوي.
أثبتت الدراسات أن العديد من الذين قاموا بإجراء عملية الجنف يمكنهم الزواج بشكل طبيعي وممارسة حياتهم الزوجية بشكل طبيعي، حيث أثبت العلم أنه لا يوجد تعارض بين الحمل وبين جنف العمود الفقري، لكننا في التراميديكا ننصح دائماً بالعودة لرأي الطبيب المتخصص والمتابع لحالتك.
هناك بعض التعليمات يجب على المريض الالتزام بها بعد عملية الجنف، ومنها الآتي:
1. تجنب الحركات التي تسبب ضغطًا على الظهر
يجب تجنب أي حركة قد تسبب ضغطًا على الظهر من خلال اتباع النصائح الآتية:
2. الابتعاد عن الأطعمة التي تقلل من حركة الأمعاء وتناول الغذاء الصحي
يجب التركيز على الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الإمساك أو الغازات، وخاصة أن عدم الحركة المرافقة لفترة ما بعد عملية الجنف وتناول بعض الأدوية قد يكونا عاملان كافيان للتسبب بالإمساك. كما يعد تناول الغذاء الصحي ضرورياً للشفاء السريع، فيفضل تناول الغذاء المتوازن الغني بالخضراوات والفاكهة.
3. الامتناع عن ملامسة الماء للجرح
يعد الحفاظ على مكان الجرح جافاً من أهم التعليمات ما بعد عملية الجنف، لذلك يجب تجنب الاستحمام لمدة لا تقل عن 4 أيام بعد إجراء العملية لضمان عدم تبلل مكان الجرح.
4. تناول الأدوية والمسكنات اللازمة
تساعد مسكنات الألم في التخفيف من الآلام المختلفة، ويجب تناول المسكنات حسب توصيات الطبيب مع عدم المبالغة، وقد يفيد كذلك استخدام الضمادات الساخنة والتدليك في تخفيف الألم.
5. البدء بالمشي
يجب البدء بالمشي لمسافات قصيرة وزيادتها تدريجياً حسب القدرة، فالمشي في فترة ما بعد عملية الجنف يقدم فوائد عديدة، ومنها الآتي:
الجنف يمكن أن يسبب عدم توازن بين قوة العضلات في منطقة الظهر والحوض، وقد يؤدي إلى ميلان في الحوض، وقد يظهر أن واحدا من أطراف الحوض أميل من الثاني، وقد يؤدي إلى اختلاف في طول الطرفين السفليين، ويكون أحد طرفي الحوض أعلى من الآخر، مثلما يؤثر على مستوى الكتفين.
لذا الأفضل أن يتم فحصك من قبل طبيب مختص بجراحة العمود الفقري، وهو سيقوم بقياس طول الطرفين السفليين، وإن لزم أجرى قياساً لطول الطرفين بواسطة الأشعة، وهذا يكون دقيقاً أكثر.
يجب اتباع النصائح الآتية عند النوم:
العلاج الطبيعي هو أحد العلاجات التي يوصي بها الأطباء للأشخاص المصابين بالجنف الخفيف. فإذا تلقى المريض العلاج الطبيعي بشكل صحيح، إلى جانب لبس الدعامة الخاصة بالجنف، ولا يزال في مقتبل العمر، مع مراجعة الطبيب بانتظام من أجل تقييم الحالة.
فإن ذلك يساعد على إبقاء زاوية الإنحناء للعمود الفقري على ما هي عليه مع عدم زيادة حدة الاعوجاج. ومن هذا المنطلق، فإن العلاج الطبيعي بحد ذاته لا يعمل على إعادة تقويم العمود الفقري وجعله بشكل مستقيم.
أما بالنسبة لكبار السن فهم أيضاً بحاجة إلى العلاج الطبيعي. فكما أسلفنا سابقاً بأن العلاج الطبيعي يساعد على منع زيادة زاوية الإنحناء للعمود الفقري، فهو يقلل من الشعور بألم الظهر ويجعل الجسم يبدو متوازناً.
تختلف تكلفة عملية الجنف بناء على عدة عوامل منها: خبرة ومهارة الجراح والفريق المساعد، الشرائح والأدوات المستخدمة في العملية، طبيعة العملية ودرجة صعوبتها.
التواصل المستمر مع الأطباء واعتماد نمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تحسين الجودة الحياتية لمرضى الجنف.
عادة عند علاج مشكلة الجنف بالجراحة فإنه يمكن أن يزداد المريض طولاً بسبب تعديل درجة الإنحناء أو الميلان للعمود الفقري ليمتد بشكل مستقيم.
أما فيما يخص مقدار الزيادة في الطول، سواءاً كانت الزيادة كثيرة أو يسيرة، فهذا يعتمد على درجة الإنحناء ومقدار ما يمكن تعديله وتصحيحه من العمود الفقري في الجراحة، فإذا أمكن تعديل جزء كبير من الاعوجاج للعمود الفقري ليستقيم بالنسبة للحالات الشديدة، فإن الطول سيزداد بحسب درجة الإستقامة.
فيما يتعلق بمخاطر عملية الجنف ومضاعفاتها المستقبلية، فإنها تشمل ما يأتي:
1. عدم شفاء الالتحام العظمي بشكل كامل، وهذا يؤدي إلى حالة مؤلمة تتضمن تشكّل المفاصل الكاذبة في المنطقة.
2. باعتبار أن الأجزاء التي تم دمجها خلال العملية لا تستطيع الحركة، هذا يؤدي إلى زيادة الضغط على مناطق أخرى من الظهر، مما يرفع من خطورة حدوث أمراض العمود الفقري الأخرى.
3. يمكن أن تتحرك القطع التي استخدمت لتثبيت الفقرات عن موضعها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث الألم. بعض المشاكل الفقرية يمكن أن تتطور بعد العملية، خصوصاً عند الأطفال الذين لم يكتمل لديهم نمو العمود الفقري بعد.
تدوم معظم عمليات الجنف من 4 إلى 10 ساعات، وهذا يعتمد على درجة الانحناء ومرونة العمود الفقري.
لا يؤثر الجنف بشكل مباشر على حدوث الحمل، لكن أثبتت بعض الدراسات وجود ارتفاع بسيط في الأعراض أو التقوس عند نسبة ممن يعاني من الجنف أثناء الحمل، ولكن لا داعي للقلق، ويجب مراجعة الطبيب فهو الأقدر على تقييم الوضع.
يحتاج الجنف إلى عملية إذا كانت الحالة تتفاقم بشكل سريع، أو إذا كان الجنف يتسبب في ألم شديد، أو إذا كان يؤثر على الحركة والوظيفة اليومية للشخص.
لا، في الغالب لا تسبب عمليات الجنف الشلل. يتم تصحيح الجنف عادة لمنع تفاقم المشكلة وتحسين الحركة والوظيفة.
يمكن علاج بعض حالات الجنف بواسطة العلاج الطبيعي وارتداء الأجهزة التقويمية (Braces)، خاصة إذا كان الجنف في مراحله الأولى والمتوسطة. ومع ذلك، في حالات الجنف الشديد والتي تتفاقم بسرعة، يمكن أن تكون العملية الجراحية الخيار الأمثل.
بالإضافة إلى التشوه الظاهري، يمكن أن يسبب الجنف ألمًا، وقلقًا نفسيًا، وصعوبات في التنفس إذا تأثرت المنطقة الصدرية. قد يؤدي الجنف غير المعالج أيضًا إلى مشاكل في القلب والرئة في المستقبل.
المصادر